0 تصويتات
608 مشاهدات
في تصنيف ديني بواسطة (13.2مليون نقاط)

حديث أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان، متفق عليه.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (13.2مليون نقاط)
 
أفضل إجابة

قوله ﷺ: الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة مضى الكلام على هذا الحديث في باب "كثرة طرق الخير"، وقوله ﷺ: بضع وسبعون أو بضع وستون هذا شك من الراوي، وإلا فإن النبي ﷺ ذكر أحد الأمرين، ومعنى البضع: كثير من أهل العلم يقولون: ما بين الثلاثة إلى العشرة، وبعضهم يقول: ما بين الاثنين إلى العشرة، وبعضهم يقول: ما بين الاثني عشر إلى العشرين، وبعضهم يقول غير ذلك، وهنا: بضع وستون معنى ذلك أنه ما بين الثلاثة إلى العشرة، يعني ما بين ذلك من ثلاثة إلى تسعة، أو بضع وسبعون شعبة، والبضع هو الجزء من الشيء.

وقوله ﷺ: فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، شعب الإيمان -أعمال الإيمان- تتفاضل وتتفاوت؛ ولهذا فإن الله -تبارك وتعالى- يقول: وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحبَّ إليّ مما افترضته عليه، فالفرائض أفضل من النوافل، كما أن الفرائض تتفاوت، وكذلك أيضاً النوافل تتفاوت، فالأعمال الصالحة منها ما هو عظيم جليل كبير كأركان الإسلام، والجهاد في سبيل الله.

ومنها ما هو دون ذلك كإماطة الأذى عن الطريق، والنبي ﷺ يقول: لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق[2]، فهذا من المعروف، ويقول: اتقوا النار ولو بشق تمرة[3]، فهذا للتقليل، فالتصدق بشق التمرة ليس كمن بذل مهجته في سبيل الله ، وهكذا أيضاً من قام الليل وصام النهار ليس كمن صلى ركعة أو ركعتين، أوتر بركعة، مع أن ذلك من العمل الصالح، ويُذكر عن عائشة -ا- أنها تصدقت بعنبة، وقالت: "كم فيها من مثقال ذرة، فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ۝ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [الزلزلة:7-8]، فالميزان بمثاقيل الذر، والعمل الصالح اليسير في نظر الناس قد يكون سببًا لبلوغ الإنسان أعلى الدرجات، أو دخول الجنة، المرأة التي أعطتها عائشة ثلاث تمرات ومعها بنتان، فأعطت واحدة تمرة والأخرى تمرة، ولما أرادت أن تأكل الثالثة طلبت ابنتاها هذه التمرة، فشقتها نصفين وأعطتهما، وأخبرها النبي ﷺ أنها دخلت الجنة بهذا[5]، فالمقصود أن شعب الإيمان تتفاوت.

الإيمان عند أهل السنة والجماعة قول وعمل، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، فإذا أكثر الإنسان من الأعمال الصالحة فهذا زيادة في الإيمان، سواء كانت هذه الأعمال باللسان، أو بالجوارح، أو كانت من أعمال القلوب، كالخوف والرجاء والتوكل والمحبة ونحو ذلك، المقصود أن النبي ﷺ قال: فأفضلها قول لا إله إلا الله، هذه أفضل كلمة، وهي مفتاح الجنة، وهي ما يُدخَل به إلى الإسلام، وهي آخر ما يخرج به من الدنيا، من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة[6]، وهي أصدق كلمة.

اسئلة متعلقة

...