1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (75.5مليون نقاط)
 
أفضل إجابة

الاجابة كالتالي

اتِّباع سُنّة النبيّ عليه الصلاة والسلام: فقد ثبت أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يحفظ القرآن الكريم، ويعرضه على جبريل -عليه السلام- كلّ عامٍ، ويُراجعه مع الصحابة -رضي الله عنهم-؛ ولذلك يُعَدّ حِفظ القرآن الكريم اتِّباعاً لهَدْي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.[٢] اجتناب عذاب النار: إذ إنّ حِفظ القرآن الكريم في الصدر سببٌ للنجاة من عذاب جهنّم؛ لِما ورد عن عصمة بن مالك الخطميّ -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (لو جُمِعَ القرآنُ في إِهابٍ ، ما أحرقه اللهُ بالنَّارِ).[٣][٤] الفوز بتاج الكرامة: لا تقتصر أهميّة حِفظ القرآن الكريم على الحياة الدُّنيا فحسب، بل ينال العبد من فَضْل هذا العمل العظيم بعد وفاته، وعند لقاء ربّه -عزّ وجلّ-؛ فقد ثبت أنّ منزلة حافظ القرآن الكريم في الجنّة تكون عند آخر آيةٍ يقرؤها، ويلبس تاج الكرامة، وحُلّة الكرامة؛ لِما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (يجيءُ القرآنُ يومَ القيامَةِ، فيقولُ: يا ربِّ حلِّهِ، فيُلْبَسُ تاجَ الكرامَةِ، ثُمَّ يقولُ: يا ربِّ زدْهُ، فيُلْبَسُ حُلَّةَ الكرامَةِ، ثُمَّ يقولُ: يا ربِّ ارضَ عنْهُ، فيَرْضَى عنه، فيقولُ: اقرأْ، وارْقَ، ويزادُ بكُلِّ آيةٍ حسنَةً).[٥][٤] طلب العِلم: يُعَدّ حِفظ القرآن الكريم مرحلةً أساسيّةً ذات أهميّةٍ عظيمةٍ في طلب العلم الشرعيّ؛ إذ إنّ الأدلّة والأحكام الشرعيّة تُستمَدّ من آياته؛ فكان العلماء يبدؤون حِفظ القرآن الكريم منذ مرحلة الطفولة، ويُتمّون حِفظه كاملاً قبل البلوغ، ثمّ يتدرّجون في طلب العلوم الشرعيّة، كما ذكر الإمام النوويّ -رحمه الله- في كتابه (مقدّمة المجموع شرح المُهذّب) أنّ حِفظ القرآن الكريم أهمّ العلوم، وأوّل ما يُبتدَأ به؛ فقد كان السَّلَف -رحمهم الله- لا يُعلّمون الفقه والحديث إلّا لِمَن حَفظ القرآن الكريم، ونُقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أنّه قال في الفتاوى الكبرى: "وأمّا طلب حفظ القرآن فهو مقدّمٌ على كثيرٍ ممّا تسميه الناس علماً، وهو إمّا باطلٌ أو قليل النفع، وهو أيضاً مقدّمٌ في التعلّم في حقّ مَن يريد أن يتعلّم علم الدِّين من الأصول والفروع، فإنّ المشروع في حقّ مثل هذا في هذه الأوقات أن يبدأ بحفظ القرآن؛ فإنّه أصل علوم الدين".[٦] تمكين أمّة الإسلام: إذ لا بُدّ للأمّة الإسلامية من اتِّباع نَهج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، والصحابة -رضي الله عنهم-، وقد كان من هَدْيه -عليه الصلاة والسلام- حِفظ القرآن الكريم، وفَهْم معانيه، والعمل به؛ ولذلك يجدر بالأمّة تجديد إيمانها بإدراك أهميّة القرآن الكريم، والالتزام بما جاء فيه من الأوامر، واجتناب ما نهى عنه؛ لأنّ ما ورد فيه من التشريعات إنّما هي توجيهاتٌ إلهيّةٌ حكيمةٌ؛ لقَوْله -عزّ وجلّ-: (وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ وَلـكِن كَذَّبوا فَأَخَذناهُم بِما كانوا يَكسِبونَ).[٧][٨] تنوير العقول: فحِفظ القرآن الكريم، والتمسُّك به، واتِّخاذه قائداً ودليلاً إلى الهُدى والحَقّ يُقوّي اليقين، وقد حَثّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على العمل بما جاء فيه، والسَّير على ما ورد فيه؛ إذ قال مُخاطباً المسلمين: (أَيُّهَا النَّاسُ فإنَّما أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُما كِتَابُ اللهِ فيه الهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بكِتَابِ اللهِ، وَاسْتَمْسِكُوا به فَحَثَّ علَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ فِيهِ).[٩][١٠] نيل الهُدى في الدُّنيا والفوز بالآخرة: إذ إنّ حِفظ القرآن الكريم، والتمسُّك به، والعمل بتشريعاته من أسباب الاستقرار، والبُعد عن الاضطراب في الحياة الدُّنيا؛ لقَوْل الله -تعالى-: (وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا)،[١١] بالإضافة إلى أنّ الله -تعالى- وعدَ حافظ القرآن الكريم المُلتزِم بما جاء فيه بالهدى في الدُّنيا، وعدم الشقاء في الآخرة، كما قال -تعالى- أيضاً: (الم*ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ*وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ*أُولَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).[١٢][١٣] ثمارٌ أخرى: ومن ثمار حِفظ القرآن الكريم في الصدور: التقرُّب إلى الله -تعالى-، ونَيْل رضاه، والفوز بالجنّة، والتسلُّح بآياته في مواجهة الشيطان، والسيطرة على أهواء النفس، بالإضافة إلى تقويم اللسان، وتحقيق الفصاحة في اللغة العربيّة، وحِفظ القرآن الكريم من التحريف والضياع، وتسهيل تلاوة آياته في كلّ مكانٍ وزمانٍ، كقراءة القرآن أثناء العمل والكَسب؛ فلا يُعيق الانشغال بأمور الدُّنيا حافظَ القرآن الكريم عن القراءة، على العكس مِمَّن يُريد أن يقرأ من المصحف مباشرةً.[١٤]

اسئلة متعلقة

...