1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (56.2مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
اذكر خطبة الجمعة الثالثة من رمضان


الاجابة هي

تنافسُ الصالحينَ في رمضان
 

الحمدُ للهِ الذي اختصَّ شهرَ رمضانَ بفضيلةِ الصيامِ من بينِ سائرِ الشهور، وفتحَ فيه أبوابَ الجِنانِ لكلِّ مُوحِّدٍ شَكُور، وأغلقَ فيه أبوابَ النيرانِ وأعدَّها لكلِّ مُشرِكٍ كَفُورٍ، وسلْسَلَ فيه مَرَدَةَ الشياطينِ فكُلٌّ منهم مُسَلْسَلٌ مأسور، واستَعْبَدَ فيه خُلاصةً ارتضاهُم لخدمتهِ فنَصَبُوا الأقدامَ وأنصَبُوا الأبدانَ وهَجَرُوا التوانيَ والفُتور، ﴿ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: 29، 30]، فسبحانَ من قَسَمَ عطاءَه بين عبادهِ فهذا مقبولٌ وهذا مردودٌ وهذا مجبورٌ وهذا مكسور، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له على رَغْمِ أنفِ كُلِّ مُشركٍ كفور، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه أتقى مَن صلَّى وصامَ وتهجَّدَ وقامَ وامتثلَ المأمور، اللهمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ وعلى آله وأصحابه الذين هُم للاهتداءِ نجومٌ وللظُّلَمِ بُدور.

أما بعد: فيا أيها الناسُ اتقوا الله حقَّ التقوى، وراقبوه في السرِّ والنجوى، واعلموا أنه سيَنزلُ بساحتكم شهرٌ كريمٌ وموسمٌ عظيم، مَوْسِمُ الخيراتِ والسباقُ في القُرُباتِ، مَوْسِمٌ تكْثُرُ فيه الْمِنحُ والبركات، مَوْسِمٌ تزدادُ فيه العَطَايا والهبات، مَوْسِمٌ يُضاعفُ اللهُ فيه الأجرَ ويُجزلُ المواهبَ ويَفتَحُ فيه أبوابَ الخيرِ لكُلِّ راغبٍ، موسمٌ خصَّهُ الله بالفضلِ دُون سائرِ الشهور، واختُصَّت أُمَّتُنا بصيام شهرٍ تامٍّ على سائر الأُمم في الدُّهور، مَوْسِمٌ أنزلَ الله فيه أعظمَ كُتُبه، قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185].

موسمٌ أولُ ليلةٍ منه قال عنها صلى الله عليه وسلم: (إذا كانت أوَّلُ ليلةٍ من رمضانَ صُفِّدتِ الشياطينُ ومَرَدَةُ الجِنِّ، وغُلِّقَت أبوابُ النارِ فلمْ يُفتَحْ منها بابٌ، وفُتِحَت أبوابُ الجنةِ فلَم يُغلَقْ منها بابٌ، ونادَى مُنادٍ: يا باغيَ الخيرِ أقبلْ، ويا باغيَ الشرِّ أقصِرْ، وللهِ عُتقَاءُ من النارِ وذلكَ في كُلِّ ليلَةٍ) رواه ابنُ ماجه وصحَّحه الألباني.

موسمٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (للهِ فيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ، مَنْ حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ) رواه النسائي وصححه الألباني.

ولشرفها قال الله عنها: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 1 - 5].

موسمٌ تُكفَّرُ فيه الذنوبُ والآثام، قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (الصلواتُ الخمسُ والجُمعَةُ إلى الجمعةِ، ورمضانُ إلى رمضانَ مُكفِّراتٌ ما بينهُنَّ إذا اجتَنَبَ الكبائرَ) رواه مسلم.

موسمٌ رَغِمَ أنفُ من دَخلَ عليه ثم انسلخَ قبل أن يُغفرَ له، قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ورَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دخَلَ عليهِ رمضانُ ثُمَّ انسَلَخَ قبلَ أنْ يُغفَرَ لهُ) رواه الترمذي وصححه الألباني.

وقال جِبرِيلُ عليهِ السلامُ: (يا محمدُ مَن أدرَكَ شهرَ رمضانَ فماتَ فلم يُغفر لهُ فأُدخِلَ النارَ فأبعَدَهُ اللهُ، قُل: آمينَ، فقُلتُ: آمينَ) رواه الطبراني وصحَّحه الألباني.

موسمٌ أعظمُ انتصارات المسلمين فيه، كيوم الفرقان وفتح مكة وغيرها.

موسمٌ كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يجتهدُ في عشره الأخيرة ما لا يجتهد في غيره، قالت عائشةُ رضيَ اللهُ عنها: (كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَجتهدُ في العَشْرِ الأواخِرِ ما لا يَجتهدُ في غيرِهِ) رواه مسلم.

اسئلة متعلقة

...